اسرار جديدة في قضية سوزان تميم
متابعة : هندة السنان
الانفراد الذي حققه الإعلامي عمرو أديب في برنامجه »القاهرة اليوم« والذي كشف فيه عن صورة محسن السكري المتهم الأول في قضية سوزان تميم بعد سلسلة من اللقاءات مع محاميي الطرفين لم يكن هو الانفراد الأخير.. حيث فاجأنا أديب في برنامجه بلقاءات من دبي كانت غاية في الإثارة والتشويق خاصة أنها كشفت العديد من الملابسات حول القضية وأهمها علي الإطلاق. كانت الوصية الأخيرة لسوزان تميم التي كتبتها قبل الوفاة بفترة غير معلومة، وهو ما عجزت عنه القنوات الأخري التي أفردت مساحات كبيرة من الوقت للقضية.
أما تفاصيل حلقات القاهرة اليوم التي كشفت عن عدة مفاجآت فقد جاءت علي النحو التالي:
في بداية الحلقة الأولي من دبي الخميس الماضي انتقلت كاميرات القاهرة اليوم من وإلي المبني الذي كانت تسكنه سوزان تميم وقتلت فيه، ليعرض في البداية تقرير مفصل (بالصوت والصورة« أداء تمثيلي لمحسن السكري المتهم في القضية منذ خروجه من الفندق الذي يقيم به وحتي رحلة خروجه من البرج وذهابه إلي الشاطئ طبقا لأقوال شرطة دبي.
وركز البرنامج علي موعد محاكمة المتهمين في القضية وهو ٨1 أكتوبر القادم لتكون الجلسة الأولي أمام محكمة جنايات القاهرة.
وعرض البرنامج سيناريو كامل لتمثيل الجريمة مع تساؤل عمرو أديب لماذا لم يلق المجرم بسوزان من النافذة مثلما تعودنا خاصة أنها تسكن بالطابق ٢٢، وأبدي إعجابه بنظام الكاميرات في دبي المنتشر بجميع الأماكن.
وأشار عمرو إلي مدخل البرج بأنه مدخل الجراج الذي تقابل فيه محسن مع الحارس وأوهمه بأنه قاصدا مقابلة أحد السكان لتسليمه »جواب« من شركة معينة.. علما بأنه نفس اللوجو للشركة المالكة لهذه الأبراج وهو ما سهل له مهمة الدخول.
وكشفت التحريات عن أن سوزان تميم كان من الصعب أن تقابل أحد بشقتها باستثناء ابن خالتها الوحيد الذي كانت تقابله، وأوضح أديب أن حرص السكري علي قطع المسافة من الفندق إلي البرج سيرا علي قدميه كان الخيط الأول للشرطة حيث بدأت في البحث عن الفنادق القريبة من البرج، واستكمل سيناريو وصول السكري بأنه وصل إلي الشقة ودق الجرس ونظرت هي من العين السحرية وبصماته موجودة علي الجرس، إذ وضع لها لوجو الشركة أمام العين، وهو ما طمأنها وجعلها تفتح الباب بسرعة، وما أن فتحت الباب إلا وتلقت منه ضربات في وجهها أحدثت إصابه، وكانت سوزان آنذاك ترتدي ملابس النزول للشارع، وهو ما أثبتته الشرطة. ثم وجدت خلف الباب مغطاة بملاءة، وبعد أن تمت الجريمة خرج الجاني وسار في الطرقة متجها إلي سلم الخدم ليهبط إلي الطابق الأسفل (١٢) ويخلع ملابسه ويضعها في مطفأة الحريق- وكان هذا أحد الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها وساعدت الشرطة في الوصول إليه- وارتدي بعد ذلك ملابس رياضية وخرج من باب آخر بالبرج بجوار غرفة الكهرباء ليوهم الجميع أنه يقوم بعمل تمرينات رياضية، واستمر في الجري تجاه الكورنيش.
وإذا كان عمرو أديب قد خصص الفقرة الأولي لسيناريو الجريمة فإن الفقرة الثانية استضاف فيها الدكتور حبيب الملا المستشار القانوني، وسامي الريالي رئيس تحرير جريدة »الإمارات اليوم« متوجها إليهما بسؤال حول نظرة الصحافة والإعلام في الإمارات للجريمة، وهو ما أجاب عنه سامي الريالي قائلا: إنها كانت فنانة والفنانين لهم جمهورهم لذلك كانت محط الأنظار، ورغم أنها لم تكن فنانة مشهورة كثيرا ولكن شهرتها بعد القتل اصبحت اكثر .
وجاء سؤال عمرو عن أول خبر نشرته صحف الإمارات ومصدره. فذكر الريالي أنه عن مقتل سوزان تميم دون أية إضافات وكان من مصدر غير رسمي، خاصة أن الشرطة كانت قد أقرت القتل دون تفاصيل.
توجه عمرو أديب بعد ذلك بسؤال إلي الدكتور حبيب الملا حول رأي أهل الفكر في الموضوع وأبعاده الأكثر عمقا حول فكرة قتل فنانة بإحدي الشقق. فأجاب أن الذي أثار الناس للقضية هي بشاعة الجريمة نفسها خاصة أن بعض الشائعات بالغت في وصف الجريمة، كما أن الجريمة قد وقعت في منطقة نادرا ما يحدث بها ذلك نظرا لهدوئها، وأعتقد أن طريقة وقوعها هزت الرأي العام الإماراتي، ولو كانت الجريمة حدثت في مكان آخر لما حظيت بهذا الاهتمام خاصة في ظل الكاميرات والحراسة الكافية التي تنتشر في أرجاء المكان، ولكن سرعة القبض علي الجاني ومعرفته كانت كفيلا بمحو هذا الأثر السلبي للجريمة.
وبسؤال أديب للدكتور حبيب عما إذا كان لديه شك في احتمال لجوء مصر للتعتيم علي القضية التي تمس شخصيات مهمة وبالتالي إغلاق الملف. أجاب أنه كان لديه شك وكذلك الكثيرين بأن النتيجة ستكون التضحية بشخص آخر هو محسن السكري وسيخرج الكبار منها، وأعتقد أن اهتمام الشارع الإماراتي كان بالقبض علي القاتل حتي تعود الطمأنينة إليه مرة أخري، وأعتقد أن المحرض علي القتل لا يهم الشارع الإماراتي بشكل كبير، مضيفا: لكن لم أتوقع أن القضية تضم متهمين بهذا الوزن وأنه سيتم القاء القبض عليهم.
وقد فجر عمرو أديب في النهاية مفاجأة حيث أعلن عن وصية سوزان تميم وهو أول برنامج يعلن تلك الوصية حيث أوضح أن الشرطة الإماراتية وجدت وصية بخط سوزان في شقتها تقول فيها إن كل حقوقها وأملاكها تؤول إلي والدتها وشقيقها ومنعت والدها من الميراث.. وسأل عمرو أديب الدكتور حبيب الملا عن هذه الوصية وهل هي قانونية؟ أجاب أنها يحكمها قانون »التركات« وفي الإسلام لا يحق للواصي أن يوصي إلا في ثلث التركة ثم أكد الدكتور حبيب أنه اذا كانت محاكمة المتهمين في الامارات وتم دفع الدية فإن هذا لا يمنع العقوبة واخذ حق المجتمع منهم ، وجاء نص وصية سوزان تميم كالآتي:
»بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
أوصي بأن تحول ملكية كل ما أمتلك من مال أو عقار أو جواهر أو أي شيء بل كل ما أمتلكه بأن ينتقل ملكيته إلي والدتي وأخي ولا أحد سواهما وأوصيكم بأن تزكوا وتحسنوا وتطعموا وتكفلوا الأيتام والمساكين وتتبعوا الصراط المستقيم وتسامحوني إن أسأت إليكم وتدعو لي بالرحمة وأن تعتمروا لي وتحجوا عني إذا تيسر لكم وأن تكرموني في وفاتي. أوصيك يا أخي بأمك وبصلة رحمك وبالرحمة والعفو عند المقدرة والسماح والتسامح والبر بوالديك. أحييكم وأدعو لكم بالرحمة فادعو لي بها. اتحدوا ولا تفرقوا علي بركة الله وسنة رسوله. والسلام عليكم ورحمة الله وعلي محمد وعلي صحبيه. سوزان عبدالستار تميم«.
وأوضح عمرو أديب أيضا أن هناك ورقة أخري وجدت موضوعة بجانبها مكتوبة بخط سوزان تميم عبارة عن خواطر لها ومكتوب عليها عبارة »الزواج أو القتل«.
أما الحلقة الثانية التي أذيعت مباشر من دبي أيضا فقد استضاف فيها أديب اللواء خميس مطر نائب قائد شرطة دبي الذي أكد أن محسن السكري هو الذي قام بارتكاب الجريمة وتم اكتشاف هويته بشكل سريع، وهناك دلائل عديدة وليس فقط الكاميرا، وإنما هناك الدلائل التي تدعم الجريمة، فالجريمة وقعت في الصباح وتم اكتشاف الجثة عن طريق ابن خالة المجني عليها. فتم تحديد فترة وجود المجني عليه في الفندق وفترة دخوله وخروجه منه ولكن كان لابد أن نتأكد من ذلك عن طريق الاتصال بالسلطات المصرية وذلك تم علي الفور. ثم إرسال جميع الأدلة للسلطات المصرية ولكن لم نرسل »DNA« وأرسلت الملابس التي تم العثور عليها واستخدمها الجاني في جريمته وبصماته علي الورق موجودة لدي السلطات المصرية، والأداة التي لم يتم العثور عليها ولكن تم تحديد المحل الذي قام الجاني بشرائها منه، وتم التأكد من الشخصية التي قامت بالشراء وتم أخذ أداة مشابهة بالأداة التي استخدمت في الجريمة ونحن متأكدين من هذا .
أما عن حالة المجني عليها فإن الجاني قد قام بنحرها عن طريق آلة حادة وهي السكين ولم تكن هناك أية إصابات في جسدها وكانت هناك بعض الكدمات في شفتها العلوية أثناء عملية الدخول، ولم يكتب علي جسدها أي شيء، وقتلت بالقرب من الباب الرئيسي للشقة ولم تقم بفتح الباب إلا بعد أن قام الجاني بإبراز ظرف خاص بشركة عقارية هي الشركة المالية للشقة، ولم تكن هناك هدية كما قيل وإنما كانت هناك رسالة تم العثور عليها ضمن الملابس التي ألقيت في الدور أسفل دور القتيلة.
كما تم العثور علي ورقة لسوزان تميم توصي فيها بكل ما تملكه لوالدتها وأخيها دون سواهما، وقد تم تحديد الخط الذي كتبت به الوصية. كما لم يتم العثور علي أية مبالغ مالية ضخمة داخل شقة سوزان تميم، ولم يكن يوجد سوي مستلزماتها الشخصية. كما أنه لم يتم العثور علي أي مؤشرات تدل علي أن هناك محاولة سرقة. لذلك- في رأينا- أن هذه الجريمة كانت بغرض الانتقام وهذا هو الدافع الحقيقي وراء الجريمة.
أما عن جثمان سوزان تميم فقد تم تشريحه وتم إرسال التقرير الخاص بذلك إلي السلطات المصرية، وتم تسليم الجثمان لأسرة القتيلة بعد ذلك.