السؤال
حضرة الشيخ الفاضل, أثابكم الله وبعد.. باختصار أعاني من أناس يتعاملون بالسحر وهناك براهين واضحة أنهم يقومون بعمل السحر لي، سؤالي هو: أحيانا لما أتكلم معهم أجد نفسي وطبعا على مسامعهم أدعو لهم بالحفظ والبركة وبدعوات طيبات جداً وإذا كانوا مرضى أدعو لهم بالشفاء، وعندما أجد نفسي كثيرا من الأحيان أعاني من ظلمهم ومعاناتي معهم وتذكر أعمالهم السحرية أدعو عليهم بأن يرد الله كيدهم لنحورهم ويجعل تدبيرهم في تدميرهم، فأنا أتساءل كيف أدعو لهم بتلك الدعوات الطيبة, بصراحة أجد نفسي مندفعة بشكل غريب بالدعاء لهم بالخير على مسامعهم, ليس نفاقا لله الحمد لا توجد لدي هذه الصفة، أتساءل كيف يدعو العبد لأناس هم أهل السحر وأهل الشعوذة بالحفظ والشفاء وغيره، وكأنني أود لهم الاستمرار في طريقهم هذا أوضح أكثر, لو كنت أنا قد دعوت لهم بتلك الدعوات الطيبات تحت تأثير السحر فهل يستجاب لدعائي, أي يا أخي ناس يسحرونك وأنت تدعو لهم بالحفظ فهذا ليس بمعقول.. واستفسار آخر يا ترى لأي من الدعوات ربي يستجيب لي هل لجعل تدبيرهم في تدميرهم أم بحفظهم وغيره من الدعاء الطيب لهم أمام مسامعهم؟ سائلة المولى عز وجل لكم الأجر العظيم.. بارك الله فيكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم يحرص على حفظ نفسه من شر الأشرار بالمواظبة على التحصينات الربانية والتعاويذ المأثورة المقيدة والمطلقة.. ويتعين البعد عن اتهام الناس بالسحر بغير بينة، ولذا لا يجوز في هذه الحالة الدعاء على شخص معين لم تقم بينة شرعية على أنه سحرك، ولكن يجوز الدعاء على من ظلمك عموماً، وكون الإنسان متعوداً على القول الحسن للناس والدعاء لهم عندما يلقاهم فهذا أمر طيب ولا مانع أن يستجاب له.
ولو دعا على من ظلموه بشكل عادي برد كيدهم في نحورهم فلا حرج في ذلك، ودعوة المظلوم من الدعوات المستجابة، والأولى أن تكثري لهم الدعاء بالهداية والبعد عن السحر وأهله، ثم إن الدعاء يمكن أن يستجاب من المسحور كما يمكن أن يستجاب من غيره، وراجعي الفتاوى
والله أعلم.