بنت الذوت ---حراميه

تحقيق: ماجد عبدالقادر
أحيانا نخطيء عندما نظن ان الفقر هو الدافع الاول للسرقة.. فهناك فقراء كثيرون لكنهم شرفاء.. وعلي النقيض أحيانا نجد أولاد ذوات لكنهم لصوص!
وهذا نموذج لفتاة شابة.. جميلة.. لم يكن ينقصها شيء الا التربية.. من أسرة ثرية.. تعلمت في مدارس اللغات والتحقت بجامعة خاصة.. لكنها لصة.. أدمنت السرقة مثلما أدمنت الهيروين!
المثير انه لم يفكر يوما والدها ان يسألها لماذا تأخرت عن البيت؟!.. ولم يلفت نظر أمها الملابس التي ترتديها وتشبه فتيات الليل.. وعاش الكل حياته داخل المنزل الواسع وعاشت راندا حياتها هي الاخري بين السرقة وادمان الهيروين حتي كانت النهاية مطاردة بعد منتصف الليل أنتهت بالقبض عليها وأكثر من تهمة تنتظرها!
تعالوا نعرف حكاية بنت الذوات في هذا التحقيق..
وكيف سقطت في مدينة أكتوبر!؟

راندا فتاة تبلغ من العمر 22 عاما.. نشأت في أسرة ميسورة الحال حيث كانت تنعم بالحنان وكان والداها دائما يدللانها لانها كانت وحيدة لذلك لم يبخلا عليها يوما بأي شيء مهما كان ثمينا وذلك كله خلق لديها شعورا خفيا لم تكن تعرف له معني.. فقد كانت دائمة النظر إلي ما في يد صديقاتها وتحاول أن تحصل عليه بأي ثمن.. ومهما كانت الطريقة.. وعندما وصل عمرها الي 15 عاما بدأ والدها يقلق عليها فما تفعله يدل علي سلوك شاذ قد يؤدي بأبنته إلي الانحراف.. حاول ان يمنعها من ممارسة عادتها التي ادمنتها هي سرقة أشياء صديقاتها.. لكنها لم تستطع وبدأت الامور تتطور إلي الأسوأ!


بنت ذوات!


وصلت راندا إلي سن 16 عاما معها بدأت معالم الانوثة تظهر عليها.. شعرت بتغيرات تحدث ولانها تربية أولاد ذوات.. وتعلمت في مدرسة أجنبية حيث الاختلاط بين الاولاد والبنات آتتها فكرة شيطانية!
فكرت 'راندا' ان تستغل انوثتها الملفتة للنظر في السرقة ­ لكن بطريقة مبتكرة جدا.. كانت تقوم بجذب الاولاد لها عن طريق نظرات وايحاءات مثيرة وبالفعل نجحت في ذلك وكانت كلما استسلم لها أحد من هؤلاء الشباب تقوم بمغافلته وسرقة تليفونه المحمول او حافظة نقودة أو أي شيء اخر وعندما يلاحظ صديقها اختفاء اغراضه يسألها فتبدأ بالبكاء وتدعي أنه لايثق بها وانها لن تستطيع الاستمرار معه وتكون هذه النهاية بينهما بعد ان تكون وصلت الي هدفها ثم تختار الضحية التالية .. وهكذا يستمر السيناريو مع كل ضحية تقابلها.. ومع تكرار جرائمها بدأ يشاع في أرجاء المدرسة خبر تلك اللصة الصغيرة وبدأت راندا تشعر بانه حيلتها انكشفت فقررت تغيير أسلوبها والمكان الذي ترتكب فيه جرائمهما .. مرت عدة سنوات والتحقت راندا باحدي الجامعات الخاصة التي تبلغ مصروفاتها عدة الاف من الجنيهات .. قررت ان تواصل جرائمها داخل الجامعة لكنها شعرت بأنها تنكشف سريعا لذلك قامت بالبحث عن حيلة جديدة..
وهكذا بدأت مشوار الاحتراف.. كانت البداية في احدي مناطق السادس من أكتوبر وبالتحديد احد شوارع الحي الحادي عشر في منتصف الليل كانت راندا قد أرتدت ملابس شبه عارية ووقفت في الشارع ظلت ترقب السيارات المارة أمامها حتي تستطيع اختيار ضحيتها.. أقتربت سيارة فارهة بداخلها شاب.. أشارت إليه بطريقة الاوتوستوب.
توقف قائد السيارة فور رؤيته للفتاة وملابسها الساخنة جدا.. فطلبت منه ان يوصلها الي منزلها حيث أنها لاتستطيع العثور علي تاكسي. في هذا الوقت المتأخر.. وافق الشاب علي الفور وبدأ حوار ساخن بينهما أبدي فيه اعجابه الشديد بها ورغبته في اصطحابها الي شقته فادعت موافقتها لكنها طلبت منه ان تذهب أولا الي سوبر ماركت. لكي تشتري سجائر.. توجه الشاب الي احد المحلات وطلبت منه الفتاة ان يوقف السيارة بعيدا حتي لاينظر إليها أحد.. حالت النوايا السيئة إلي دارت بذهن الشاب إلي حد الشك فيها.. ترك سيارته وتوجه سريعا للسوبر ماركت ليحضر ما طلبته منه راندا، وفي ثوان كانت قد جلست امام عجلة القيادة وأسرعت هاربة بالسيارة دون ان يلاحظ احد مايحدث وعندما عاد المجني عليه لم يتمالك نفسه من الصدمة ووقف يصرخ: الحقوني اتسرقت لكن لم يشفع صراخة حيث اختفت الفتاة والسيارة في غمضة عين!


بداية النهاية!


توجهت راندا إلي أحد الاشخاص الذي كانت قد تعرفت عليه من قبل لكي تعطيه السيارة وتأخذ بعض الاموال وبالتحديد خمسة الاف جنيه ذهبت بها الي احد تجار المخدرات الذي تتعامل معه الفتاة حيث أدمنت الهيروين وأصبحت لاتقدر علي احتمال مرور يوم دون أخذ الجرعة من هذا المخدر القاتل الذي كان يكلفها الكثير من الأموال والذي بدأت من أجله في توسيع عملها وتكثيف العمليات حتي أنها كررت نفس الخطة لاكثر من مرة في أماكن مختلفة مثل الهرم وفيصل!
وتعددت البلاغات عن سرقة العديد من السيارات من تلك المناطق وأمر اللواء محمد ابراهيم مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة بتشكيل فريق بحث تحت قيادة اللواء عبدالجواد احمد مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة للقبض علي اللصة الصغيرة التي تختفي تماما بعد سرقتها للسيارة مما جعل المهمة صعبة علي رجال المباحث في الايقاع بها وبعد جمع المعلومات الكافية من الضحايا تم تحديد اوصاف الفتاة ووضع عدة كمائن شابته ومتحركة للقبض عليها ولم تمر سوي ساعات قليلة الا وكانت الفتاة تقود سيارة حديثة في منطقة السادس من أكتوبر متوجهة الي تاجر المخدرات وعندما حاول ضابط المباحث ايقافها في الكمين لم تتوقف وتسببت في اصابة أحد العساكر الموجودين فطاردتها سيارات الشرطة حتي تم الايقاع بها بعد مطاردة مثيرة أستمرت لأكثر من نصف ساعة كاملة.
أنهارت الفتاة امام رجال المباحث الذين بدأ علي ملامحهم الغضب الشديد لتهورها وادي الامر لاصابة احد الجنود.
تم اصطحابها لقسم السادس من أكتوبر وأمام رئيس المباحث أعترفت الفتاة بارتكابها جرائم كثيرة وكيف خططت لكل جريمة!


الدموع الزائفة


أنسالت من عيني المتهمة دموع زائفة حاولت من خلالها التأثير علي الجميع حيث بررت افعالها بأنها ضحية لوالديها وفسرت جرائمها بأنها نتيجة لاصابتها بمرض نفسي لازمها منذ الصغر وظل يلاحقها حتي وصلت إلي احتراف الجريمة.. لكن سرعان ما اختفت هذه الدموع وحلت محلها ضحكة ساخرة لم تستطع اخفاءها. ومن وراء القضبان تحدثنا معها وفاجأتنا بأسرار وخبايا كانت كفيلة بان تجعلها اخطر لصة!


قالت لنا في نقاط:


في باديء الامر كنت خائفة من الخوض في هذا الجرائم لكن بعد نجاحي في الهروب من أول جريمة اعتدت علي الامر بل وشعرت بالإثارة أثناء تنفيذي لكل جريمة .. خاصة مع ادماني للهيروين وغلو ثمنه!
كل الضحايا الذين وقعوا في شباكي كانت لديهم أغراض فجميعهم دعوني لممارسة الرذيلة وأعمتهم نواياهم عن التفكير في ترك سياراتهم مع فتاة لايعلمون عنها شيئا سوف انهم قابلوها في الشارع لذلك كانت المهمة سهلة.
ھ انصح جميع الشباب الا يغريهم علامات الفتيات عندما يشرن باصابعهن.. فربما انتهت الرحلة الحرام بكارثة لا يحمد عقباها!



























--------------------------------------------------------------------------------