قالت إحداهن: كنت أنظف غرفة ابنتي ذات يوم ووقع بين يدي
دفتر مذكرات يومية ولم أتمالك نفسي من فتحه وقراءته، وكلما
قرأت أكثر ازددت فضولا لأقرأ أكثر وأعرف المزيد عن
أحاسيس ابنتي التي نادرا ما تعبر لي عما يدور في نفسها, وقد
فاجأني جدا ما ذكرته عني في مذكراتها فهناك أمور إيجابية
ولكن الأغلب سلبية, وهذا ما سبب لي الضيق ولكن كيف
أفاتحها فأنا لا أستطيع أن اعترف لها بقرائتي مذكراتها الخاصة..
إنه لأمر محير فعلا, هل نستطيع كأمهات أن نقتحم خصوصية أولادنا؟
أم أن هذا أمر خاطئ وليس من حقنا؟ إن من واجبنا أن
نحترم خصوصية أولادنا إلى حد ما، ولكن لا ننسى مسؤوليتنا
في المشاهدة والمراقبة وتقييم الأمور حتى نستطيع
التدخل بالتوجيه والتصحيح إن لزم الأمر.
أننا كأمهات مسؤولات عن سلوكيات أولادنا وعن نموهم النفسي
والروحي أيضا حتى لا نفاجأ في يوم بأمور قد تمادوا فيها ولا يمكن التراجع عنها.
إن هذه الأمور رمادية ولا يمكن الإجماع عليها بالخطأ أو
الصواب، لكن المراقبة لأولادنا تعطينا الصلاحية لمتابعة
أمورهم الخاصة طالما أنهم لا يزالون تحت مستوى النضج
وبحاجة إلى توجيه، والتوصل إلى طرق سليمة لمتابعة أمورهم
بعيدا طبعا عن وضعهم تحت ثقل نفسي بأننا نراقبهم ونتلصص
عليهم وهذا يحتاج إلى حكمة ودراية في هذه الأمور. لقد
استفادت هذه السيدة جدا عندما عرفت ما يدور ببال ابنتها
تجاهها وحاولت الإصلاح دون أن تشعرها بأنها قرأت مذكراتها
وهذا كان أحد الأبواب للوصول إلى ابنتها وبناء علاقة سليمة
معها وحمايتها من بعض الرفقاء الذين يؤثرون عليها سلبيا.
كوني حكيمة في مراقبة الأمانة التي بين يديك وهي أولادك
ولكن دون إحراجهم أو جرحهم، وحاولي دائما أن تكوني موضع
ثقة ويجدونك لكي يخبروك ما يدور في قلوبهم حتى لا تفاجئي
مما يكتبون في مذكراتهم الخاصة أو ما يبوحون به لأصدقائهم ولا يبوحون لك به.